17 - 07 - 2024

مؤشرات | لسان حال المحتل الإسرائيلي يقول للعالم "طز"

مؤشرات | لسان حال المحتل الإسرائيلي يقول للعالم

لم يجف حبر بيان مؤتمر القدس "صمود وتنمية" الذي شارك فيه بالقاهرة عدد من زعماء الدول العربية ووزراء الخارجية العرب، وممثلون عن مؤسسات دولية واقليمية وعربية، لتضرب عرض الحائط بما انتهى إلى المؤتمر وتعلن خطة مواجهة ضد الفلسطينيين يمكن وصفها بحالة حرب ضد أصحاب الأرض من قوات الإحتلال.

وبدا أن قرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، ترد على كل توصية من توصيات المؤتمر الـ19، وواحدة بواحدة، ولسان حال المحتل يقول للعالم ونحن العرب "طز" بل ربما وللأسف يخرج لسانه للجميع، ويقول أفعلوا ما تريدون وأنا أفعل على أرض الواقع ما أريد.

 وأصر العدو المحتل والمعتدي وبصلف شديد على إصدار قرارات من شأنها تعزيز الاستيطان وشرعنة بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، بل واصل ارتكاب  الجرائم الإسرائيلية والمتصاعدة في كافة الأراضي الفلسطينية، خاصة في القدس المحتل، والتوسع في سياسة هدم منازل المدنيين من أهل الأراضي المحتلة. 

وتمثل أعمال قوات الإحتلال ضد الفلسطينيين في اليوم الثاني مباشرة لمؤتمر القدس، بل بعد سويعات منه، حرب جديدة على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، في مسعى فعلي لترسيخ سياسة التصعيد ضد الشعب الفلسطيني، والتأكيد على سياسة المحتل الرامية إلى طريق اللا عودة لمسار السلام.

وبقراءة بسيطة لقرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" سنجد أنها ترد على ما انتهى إليه مؤتمر القدس، والذي طالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل الوقف الفوري للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية في مدينة القدس، بما فيها ما يُسمى بمخطط مركز مدينة القدس ومشروع واجهة القدس، من خلال إجراءات عنصرية تهدف إلى سلب المزيد من الأراضي والعقارات الفلسطينية.

ويبدو بوضوح أن الحكومة الإسرائيلية، لا يهمها دعوة مؤتمر القدس، وأي إجماع عربي وعالمي، بدعوة المحكمة الجنائية الدولية لإنجاز التحقيق الجنائي، ومساءلة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، حيث تواصل حملة القتل والتشريد لأبناء شعب فلسطين، وأخرها قيام قوات كبيرة من جيش الاحتلال بإقتحام مخيم الفارعة بالضفة الغربية، فجر الثلاثاء 14 فبراير، وأطلاق الرصاص الحي باتجاه المحتجين من أبناء المخيم، مما أسفر عن استشهاد مواطنين متأثرين بجراحهما.

وفي ظل هذا العدوان، هل سيكون الحل هو التصدي له بتفعيل المقاومة الشعبية لمواجهة كل مخططات الاحتلال الإستيطانية التهويدية، أم المطلوب هو ضبط النفس من مواطنين عُزل، أمام نيران حية وقنابل ودبابات العدو؟.. أعتقد الإجابة صعبة، لكن أصحاب الأرض هم أصحاب القرار.

ويبقى قرار مؤتمر القدس الخاص بدعوة المجتمع الدولي للتحرك العملي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني يحتاج لتفعيل، ومن أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني بأشكاله كافة، بما فيها الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ونظام الفصل العنصري والإجراءات التمييزية ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته نحو التنفيذ الفعلي لقراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

والمهم أن يخرج للنور والعلن الرفض المطلق والذي أقره مؤتمر القدس، لجميع السياسات والخطط الإسرائيلية الممنهجة وغير القانونية التي تهدف لإضفاء الشرعية على الضمّ الإسرائيلي الباطل واللاغي لمدينة القدس الشرقية، وتشويه هويتها العربية، وتغيير تركيبتها الديموغرافية، مع توفير حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ووقف المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس.

فلا يمر يوم إلا ويرتكب المحتل جرائم ضد الفلسطينيين متجاهلا كل المواقف الدولية، والعربية، وأخرها البيان الخماسي الصادر عن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا حول القرارات الإسرائيلية بشأن شرعنة بؤر استيطانية في الضفة الغربية، والذي أكد في أعقاب إجتماع خماسي في المانيا على المعارضة بشدة لأي تحركات أحادية من شأنها ألا تؤدي إلا لتفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتقوض جهود تحقيق حل الدولتين عبر التفاوض، مع دعم السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط والذي يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

وعلى طريقة الصلف الإسرائيلي تجاه كل شئ، بعد رفض الموقف التكتيكي الأمريكي الذي انتقد بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، فقد رفض أيضا موقف الدول الخمسة، ليخرج في نفس اليوم وزير المالية الإسرائيلي، "بتسلئيل سموتريتش"، معلنا التعهد بإضفاء الشرعية على عشرات البؤر الاستيطانية العشوائية في الأراضي المحتلة.

بل شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء 15 فبراير، حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربية المحتلة تخللتها مواجهات واعتقالات لنحو 20 فلسطينيا وواصل المستوطنون إعتداءاتهم على ممتلكات الفلسطينيين.

ومن الواضح أن العدو الإسرائيلي مُصر على موقف يعلن للعالم "طز" فيكم.. فإلى متى سيظل ذلك؟، وتتحول الأقوال إلى أفعال لإجبار تل أبيب على وقف إعتداءاتها وإجراءاتها على شعب واقع تحت الاحتلال والاعتداءات؟!.
-------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا